مقدمة
مع استمرار توسع قائمة الدول المنضمة إلى التوجه الذي يسعى لجعل عملية تطبيق الفوترة الإلكترونية قرارًا رسميًا في دولٍ عدة، تتزايد عجلة التغيير لتوفير حلولٍ تمنح الأولوية للشفافية والكفاءة في آلية تنفيذها. حيث تبحث الشركات عن طرق آمنة وموحدة لتبادل الفواتير إلكترونيًا وهذا بالتحديد ما يقدمه بيبول PEPPOL لتلبية الاحتياجات؛ بصفته إطار عمل دولي يبسط آلية تبادل الشركات والحكومات للفواتير الإلكترونية والمستندات الإلكترونية الأخرى. الشبكة الأوروبية للمشتريات العامة عبر الإنترنت.
بيبول: فهم النقاط الرئيسية
لنبدأ أولاً بفهم بيبول باختصار، PEPPOL هو اختصار لـ Pan-European Public Procurement Online، وتشير إلى الشبكة الدولية التي تم تطويرها كمعيار للاتحاد الأوروبي وتُستخدم لتبادل المستندات الإلكترونية على نحو آمن، بما في ذلك الفواتير الإلكترونية بين الشركات والحكومات (القطاع العام).
على الرغم من أن غالبية الشركات التي تستخدم شبكة PEPPOL كانت في السابق متمركزة في أوروبا، إلا أن هذا لم يعد هو الحال. فلقد بدأت المزيد من الدول حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، بالانضمام إلى بيبول PEPPOL، ومن الأمثلة البارزة على ذلك الإمارات العربية المتحدة. لكن من المهم فهم نقطة رئيسية ألا وهي، لكي تتمكن الشركات من إرسال واستقبال المستندات الإلكترونية عبر PEPPOL، يجب أن يكون كل من المُرسل والمُستقبِل جزءًا من شبكة PEPPOL نفسها.
ببساطة، تخيل شبكة PEPPOL كخدمة توصيل البريد التي تعمل على توصيل البريد بأمان من صندوق بريدٍ إلى آخر. وكذلك الأمر بالنسبة لشبكة بيبول حيث تتبع مجموعة من القواعد والمعايير الصارمة التي يجب الالتزام بها لضمان سلامة وأمان المستندات الإلكترونية التي يتم إرسالها وتسليمها.
ما الذي يجعل بيبول أمرًا مهمًا في الفوترة الإلكترونية اليوم؟
مع تزايد انتشار الفوترة الإلكترونية لتصبح متطلبًا إلزاميًا في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدأت تتضح اختلافات في آليات تطبيقها. فقد وضعت كل دولة معايير وطنية ومحلية خاصة بها بما يتوافق مع لوائحها التشريعية والضريبية المحلية. على سبيل المثال، اتبعت المملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية خاصة بها بما يتماشى مع أنظمتها المحلية.
الفوترة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة
لقد اعتمدت بعض الدول شبكة PEPPOL كمعيار للفوترة الإلكترونية لديها. وعلى هذا الأساس، اتخذت الإمارات العربية المتحدة قرارًا أبعد من ذلك عبر تطبيقها لنموذج بيبول ذو الأركان الخمس PEPPOL 5-Corner Model بدلًا من النموذج التقليدي ذو الأركان الأربع PEPPOL 4-CORNER Model. ومن المقرر أن يبدأ العمل بهذا النموذج الإماراتي بحلول عام 2026.
يُمكّن هذا الإعداد ذو المعايير المحددة بدقة الشركات والجهات الحكومية في الإمارات العربية المتحدة من تبادل الفواتير الإلكترونية بطريقة مبسطة وموحدة وفي وقت قريبٍ من الوقت الفعلي على نحوٍ كبير شبه، مع ضمان دقة وسلاسة الإبلاغ الضريبي للهيئة الاتحادية للضرائب FTA.
كيف يعمل PEPPOL؟
يعمل بيبول في جوهره كشبكة توصيل آمنة وموحدة لتبادل بيانات المستندات التجارية والفواتير إلكترونيًا. وقد وضع الاتحاد الأوروبي معايير للمستندات والفواتير الإلكترونية التي يتم نقلها عبر شبكة PEPPOL لضمان امتثال جميع الجهات داخل الشبكة لنفس القواعد. ويمكن استخدامه من قبل القطاعين الخاص والعام على حد سواء.
لضمان إتمام عملية الإرسال بشكل صحيح، ستحتاج إلى ما يُعرف بـ “نقطة وصول” (Access Point) التي تتمثل مهمتها في التحقق من مطابقة المستندات قبل تسليمها بشكل آمن إلى المستلم، الذي سيحتاج بدوره أيضًا إلى مزود نقطة وصول لاستلام المستند الإلكتروني أو الفاتورة الإلكترونية. يُعرف هذا النموذج بـ “نموذج الأركان الأربعة” لأنه يشمل المُرسل، والمُستلم، ونقطة وصول المُرسل، ونقطة وصول المُستلم.
نقطة وصول بيبول وهيئة بيبول
نقطة وصول بيبول هي بوابة شبكة بيبول. وهي عادةً خدمة يقدمها مزود معتمد في شبكة بيبول تقوم بالاشتراك مع خدماته للاتصال مع. من خلال نقطة الوصول، يمكن لشركتك تبادل المستندات الإلكترونية بأمان مع أي مؤسسة ضمن شبكة بيبول. ولدى عند إرسال أي فاتورة إلكترونية تتولى نقطة الوصول الخاصة بك تسليمها إلى نقطة وصول المستلم، والتي بدورها تعيد توجيهها مباشرةً إلى نظام المستلم، مما يضمن نقلًا سلسًا وآمنًا ومتوافقًا مع المعايير من المُرسِل إلى المُستلِم.
هيئة PEPPOL مسؤولة عن ضمان التزام مزودي نقاط الوصول بالمتطلبات والمعايير الفنية التي يحددها الاتحاد الأوروبي. تتولى هذه الهيئات مسؤولية الإشراف على الامتثال الأساسي لـ PEPPOL، بالإضافة إلى تحديد القواعد الخاصة بكل بلد فيما يتعلق ببنية ومحتوى الوثائق.
“جميع هيئات بيبول تعمل تحت إشراف OpenPEPPOL، وهي منظمة دولية غير ربحية”.
الفوترة الإلكترونية في الإمارات: فهم آلية عمل نموذج بيبول ذي الأركان الخمسة
1. يستخدم المُورِد (المُرسِل) نقطة وصول معتمدة خاصة به.
2. يستخدم المشتري (المُستلِم) نقطة وصول معتمدة خاصة به.
3️. كلتا نقطتي الوصول معتمدتان وخاضعتان لرقابة هيئة بيبول (في هذه الحالة، هيئة الضرائب في الإمارات العربية المتحدة أو الجهة المُعيّنة من قِبلها).
4️. تضمن شبكة بيبول نقل المستندات بأمان وبالصيغة المُتفق عليها.
5️. يُمكن للهيئة الاتحادية للضرائب (FTA) مراقبة المعاملات لضمان الامتثال وإعداد التقارير الضريبية.
يتميز هذا النموذج بتحكم أكبر قليلًا من نموذج بيبول ذي الأركان الأربعة القديم، حيث تتولى الهيئة الاتحادية للضرائب دور رقابيًا يجعلها الركن الخامس في هذه المعادلة وذلك للإشراف على استيفاء كل معاملة لمتطلبات الامتثال الضريبي المحلية.
فوائد نظام بيبول
1. مقاييس موحدة
يستخدم تنسيقات مستندات موحدة، دون الحاجة إلى تنسيقات مختلفة لكل عميل أو جهة حكومية.
2. التوافقية
الاتصال مرة واحدة مع نقطة الوصول المعتمدة لديك وتمتع بعدها بتبادل فوري للمستندات مع أي جهة أخرى ضمن شبكة بيبول تملك نقطة وصول معتمدة مرتبطة بها.
3. الامتثال
يساعد الشركات على تلبية متطلبات الفوترة الإلكترونية والمشتريات الوطنية والدولية. كما يدعم متطلبات إعداد التقارير الضريبية تلقائيًا (مثل اتفاقية التجارة الحرة في الإمارات العربية المتحدة أو هيئات القطاع العام في الاتحاد الأوروبي).
4. الأمان
يستخدم نقاط وصول معتمدة تعمل على تشفير البيانات ومصادقتها، مما يضمن تسليم البيانات بأمان وإلى المستلم المقصود فقط.
5. الانتشار العالمي
بدأ في أوروبا وأصبح الآن معتمدًا في العديد من دول العالم، وهو معيار واحد للتجارة عبر الحدود.
6. مواكب للمستقبل
تم تطويره وإدارته بواسطة نظام بيبول المفتوح OpenPEPPOL، ويتم تحديثه باستمرار ليتوافق مع متطلبات الامتثال الجديدة وأهداف التحول الرقمي.
إنفويس كيو: تبسيط الامتثال للفوترة الإلكترونية في الإمارات
تتوفر خدمات إنفويس كيو للفوترة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة لمساعدة الشركات على التكامل بسلاسة مع الهيئة الاتحادية للضرائب، مع ضمان الامتثال الكامل لنموذج الفوترة الإلكترونية PEPPOL 5-Corner القادم. يُسهّل حلنا أتمتة الفوترة، وتلبية المتطلبات المحلية، والاستعداد لمعايير 2026. تواصل معنا اليوم!