المقدمة
قد تبدو المنافسة أمرًا صعبًا إلى جانب منافسين أقوياء على اطّلاعٍ بأفضل الطرق التي تمكّنهم من الحصول على نتائج مثالية وتقديم تجربة مستخدم فريدة للخدمات والمنتجات الخاصة بهم. ولكن…ماذا إذا أخبرناك بأن المفتاح لتقديم تجربةٍ استثنائية هو أمرٌ يمكنك الحصول عليه بالفعل وهو الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها الأنظمة البرمجية؟
في الحقيقة، مراقبة الجودة QC تمنحك هذا وأكثر حيث أنها تولي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل الحثيثة المتعلقة بتنصيب البرامج لضمان خلوها من الأخطاء البرمجية أو المشاكل التشغيلية. فالحصول على برنامج يخلو من الأخطاء في نهاية المطاف هو ما تسعى إليه جميع الشركات لتحسين التجربة العامة للمستخدمين، ورفع مستويات الرضا، وضمان الاستخدام الأمثل لموارد الشركة دون حدوث خسائر ناجمة عن مشاكل أو أخطاء لم تتم ملاحظتها في النظام.
النظام البرمجي الموثوق يضمن للشركة الحصول على سمعةٍ موثوقة فيما يتعلق بمستوى جودة ما تقدمه فضلًا عن دوره الفعّال في توطيد مستوى الولاء لدى العملاء مقارنةً بالمنافسين الآخرين ضمن مجال الخدمات ذاته. إنّ فهم المشاكل البرمجية، وكيفية حدوثها، والطرق الأنسب لتجنبها، وكيف يمكن لمراقبة الجودة المساعدة في تفاديها هو ما نحن على وشك توضيحه الآن!
ما هو الخطأ البرمجي؟
الخطأ البرمجي هو مصطلح يتم استخدامه لوصف الأخطاء والمشاكل التي قد تطرأ أثناء تطوير البرامج والتطبيقات لأي سببٍ كان وليس بالضرورة أن يكون الخلل نتيجة لسببٍ واحدٍ فحسب. حيث تحدث بعض المشاكل أحيانًا نتيجةً لعدة أسبابٍ مجتمعة بدلًا من أي يكون المُسبب عاملًا واحدًا، أو ببساطة بسبب خطأ بشري بسيط.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن عناصر النظام البرمجي والتطبيقات تكمل بعضها فإنّ هذا يعني أن وجود خطأ في عنصر واحد بالنظام قد يؤثر في طريقة عمل عنصرٍ آخر حيث أن عناصر النظام تعمل متصلة كوحدةٍ واحدة ضمن نظامٍ أكبر وأكثر شمولًا.
تتعدد أسباب حدوث الأخطاء البرمجية، نذكر منها:
- لأخطاء البشرية مثل الأخطاء الكتابية، عدم فهم المتطلبات بشكل صحيح، أو حدوث أخطاء منطقية.
- الأنظمة الكبيرة حيث ترتفع فيها احتمالية حدوث أخطاء في الكتابة البرمجية نظرًا لما يرافقها من متطلبات متقدمة.
- التعديلات المتكررة لما تفرضه من تغييرات مستمرة على الكتابة البرمجية للنظام وبالتالي ارتفاع احتمالية حدوث الخطأ.
- بيئات العمل المختلفة والاختبارات غير المكتملة أو غير الدقيقة.
- مشاكل الأجهزة البرمجية التي تؤثر على الأنظمة التشغيلية والتطبيقات التي تكون حساسة لنوع الجهاز المستخدم.
- مشاكل التنفيذ متعدد التشعبات Multi Threads التي تؤثر على عمليات النظام.
كيف جاء مصطلح “Bug”؟
مصطلح “Bug” بالإنجليزية يعني حشرة فإذا كنت تعتقد لسببٍ أو لآخر أن المصطلح مرتبطٌ بهذا المعنى نود إخبارك أن اعتقادك هو بالفعل صحيح وإليك لماذا! يرجع السبب في التسمية إلى عام 1947 عندما كان فريقٌ من علماء الحاسوب يعملون على جهاز حاسوبٍ كهروميكانيكي. أثناء عملهم تعرض الجاهز لعطلٍ مفاجىء جعله يتوقف عن العمل.
لاحقًا تبين لهم أن سبب العطل هو وجود حشرةٍ في أحد أجزاء الجهاز وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث التوقف المفاجىء. بعد إزالتهم للحشرة من الجهاز ومعالجة العطل تم تدوين الحادثة في سجل عمل الفريق تحت عنوان “أول عطلٍ يتم إيجاده” لكن باستخدام كلمة Bug للدلالة على العطل وعليه فقد أصبح المصطلح منذ ذلك اليوم يستخدم للإشارة إلى الأخطاء أو المشاكل البرمجية التي قد تطرأ على أي برنامج أو تطبيق.
هل الأخطاء البرمجية سيئة بالمطلق؟
الأخطاء البرمجية ليست سيئة بالمطلق حقًا! إن التعرف على الأخطاء أثناء التجربة التشغيلية للبرنامج يساعد المبرمجين في اتخاذ القرارات الصحيحة وأحيانًا اتخاذ قراراتٍ أفضل مما هو مُخططٌ لتنفيذه. تجربة الاختبار للبرنامج تساعد في رصد المشكلات في مراحل مبكرة من خلال اختبارات ضمان الجودة QA واختبارات مراقبة الجودة QC.
إذا تم تنفيذ اختبارات الجودة بشكلٍ صحيح، فإن كل من اختبارات ضمان الجودة واختبارات مراقبة الجودة تعمل على توفير مؤشرٍ مهم بكيفية عمل البرنامج خلال فترة تطوير البرنامج وبعد إطلاقه. هذا يعني تقليل خطر حدوث الأخطاء إلى حدٍ كبير. ولكن ما يجدر بنا ذكره هو اختلاف عمل كلٍ منهما حيث يركز كلٌ منهما على نقاطٍ مختلفة سنوضحها الآن.
كيف تختلف اختبارات ضمان الجودة عن اختبارات مراقبة الجودة؟
اختبارات ضمان الجودة QA يتم تنفيذها لمنع الأخطاء والمشاكل من الحدوث عبر مراقبة جودة العمليات خلال عملية تطوير البرنامج وقبل مرحلة إطلاقه للعمل. ويعمل الخبراء في هذا المجال على مراجعة عناصر النظام ووحداته لضمان اتساق كلٍ منهم مع الآخر. إذًا فهي تتمحور حول العمليات التي تحدث في النظام حيث أنها تحدث على مستوى إدارة العمليات.
اختبارات مراقبة الجودة QC على الصعيد الآخر تستخدم لمراقبة جودة النظام البرمجي حيث أنها تعمل على ملاحظة المشاكل الموجودة في النظام وتعمل على تصحيحها بعد الانتهاء من تطوير البرنامج وإطلاقه للتحقق من عدم وجود أي مشاكل أثناء عمل البرنامج في الوقت الفعلي وإدارة أي مشكلة يتم ملاحظتها بالاعتماد على أفضل الطرق. تعتمد مراقبة الجودة على أدواتٍ للتعرف على المشاكل بينما يعتمد ضمان الجودة على أنظمة تدقيق لإدارة العمليات.
تحويل الأخطاء لخصائص: كيف يمكن لهذا أن يحدث؟
ليس بالضرورة أن تكون المشكلات هي مشكلاتٍ بالفعل حيث أنها في أحيانٍ كثيرة تلعب دورًا محوريًا في خلق خصائص جديدة. قد يحدث هذا عن طريق التغذية الراجعة من العملاء حول البرنامج مثل الحاجة إلى وجود خاصية غير متوفرة وبهذا فإن مشكلة عدم وجود خاصية معينة قد تسهم في فتح الباب لخلق خاصية أخرى تخدم أهداف المستخدمين وتحقيق منفعة مشتركة لجميع الأطراف. وعليه فإن الوصول لمثل هذه النتائج هو غير ممكن في حال عدم وجود اختبارات ضمان مراقبة جودة لاكتشاف هذه الأمور.
أفضل الأمثلة على هذا هو خاصية إعادة سحب الرسائل بعد إرسالها التي قامت بها جوجل في لمستخدمي الجيميل.
بدأت هذه الخاصية كمشكلة حيث كانت رسائل البريد الإلكتروني تتأخر في الوصول إلى الطرف المستقبل بعد نقر المُرسل على زر إرسال البريد الإلكتروني، إلا أن هذه المشكلة أصبحت ذات نفعٍ للمستخدمين لأنها منحتهم الفرصة لإلغاء البريد أو التعديل عليه قبل وصوله للطرف المستقبل. ولكن، بعد أن الإدراك بأن المستخدمين يحبون هذا قررت إدارة الجيميل تحويل هذه المشكلة إلى خاصية. وعليه قامت فقد باعتمادها وتطويرها عبر منح المستخدمين ميزة تحديد عدد الدقائق قبل إرسال البريد وفقًا لما يفضلونه.
الموجز
يمكن للشركات تحسين مستوى جودة المنتج، وتخفيض التكاليف، وتعزيز ولاء العملاء عبر مراقبة العمليات من خلال إجراءات مراقبة الجودة. إن الاستثمار في خطة مراقبة جودة يساعد في التعرف على المشكلات وتصحيحها قبل أن تتفاقم. حيث يؤدي هذا إلى تجنب المشاكل ذات التكلفة المادية الكبيرة ويضمن أداء يفوق التوقعات للمنتج أو البرنامج.
في إنفويس كيو نؤمن بأن العمل وفق هذا الاستراتيجيات لتقييم جودة البرامج والتطبيقات هو استثمارٌ لعملائنا قبل أن يكون استثمارًا لنا حتى نتمكن من تزويدهم بمؤشرات رضا أعلى من التوقعات وتحقيق النجاح الذي يحتاجونه في العمل. من أجل هذا يعمل خبراؤنا في قسم ضبط ومراقبة الجودة على إدارة النظام ووحداته المختلفة أثناء وبعد عملية التطوير.
تمتع بسيطرة كاملة لجميع فواتيرك عبر إجراءات إنفويس كيو الشاملة في ضبط ومراقبة الجودة وابدأ رحلتك في الفوترة الإلكترونية معنا اليوم!